انطلاقاً من العلاقات الأخوية الوطيدة بين القيادتين والشعبين الشقيقين البحريني والفلسطيني، وتفعيلاً لمذكرة التفاهم بين الجانبين، ومن أجل التعاون وتبادل الخبرات والتجارب مع السلطة الوطنية الفلسطينية في مجال الإدارة العامة، وتحت رعاية دولة رئيس الوزراء الفلسطيني د. رامي الحمد الله شارك سعادة الدكتور رائد محمد بن شمس المدير العام لمعهد الإدارة العامة “بيبا” في مؤتمر “تطوير الخدمة المدنية في فلسطين: التجارب والتحديات والمخاطر”، والذي انعقد في رام الله بدولة فلسطين الشقيقة، وألقى الدكتور رائد كلمة أمام المؤتمر ركّز فيها على أهمية البحث العلمي في الإدارة العامة (وهو ما تمثل في مبادرة مينابار التي تبناها المعهد مؤخراً) وحاجة منطقة الشرق الأوسط في ظل الظروف الراهنة والتحولات المتتالية إلى البحث العلمي في بناء السياسات وصناعة القرارات.
وافتتح المؤتمر، معالي الوزير موسى أبو زيد، رئيس ديوان الموظفين العام في دولة فلسطين الشقيقة، متحدثاً حول التطورات الأخيرة في إصلاح الخدمة المدنية الفلسطينية، كما ذكر في كلمته أهمية البحث العلمي في دعم التنمية الإدارية المستدامة، وضرورة أن تشمل عملية البحث جميع جوانب العمل في المؤسسات لتحقيق التوازن في الفائدة، وبما يدعم ابتكار طرق إنتاج متطورة تستند على التجارب العلمية العالمية، وأضاف أن البحث العلمي يجعل المؤسسات أكثر قدرة على التخطيط الاستراتيجي عبر دراسة تحليلية للبنيتين الداخلية والخارجية، وتحديد الفرص والتحديات عبر منهجية علمية تستند على الواقع بشكل أكبر، كما أن للشراكة مع قطاعات المجتمع أهمية بالغة في هذا المجال، ودعا أبو زيد جميع الدول العربية لإعطاء البحث العلمي مساحة أوسع في عملها، مطالباً صناع القرار في مختلف الدول بدعم ذلك بحيث يكون نصيب البحث العلمي في موازنات الدول ذا قيمة ملموسة.
وعلى صعيد ذي صلة فقد تضمنت محاور المؤتمر المذكور: اتجاهات التطوير في الخدمة المدنية، الاتجاهات الحديثة في الإدارة العامة، جودة الخدمات العامة في فلسطين، معالم إصلاح الخدمة المدنية في دول الشرق الأوسط، التعاون الدولي والدعم لإصلاح الخدمة المدنية، إضافة إلى محاور أخرى. وشهد المؤتمر نوعين من النقاش، الأول حول المنظور النقدي لأجندة إصلاح الخدمة المدنية في الشرق الأوسط، والأخر حول القضايا الفعلية في تطوير الخدمة المدنية في فلسطين.
وكان من أهم المشاركين والأوراق التي قدمت في المؤتمر كلمة ألقاها السيد سيرجيو بيكولو، رئيس العمليات بمكتب ممثل الاتحاد الأوروبي (الضفة الغربية، وقطاع غزة، الأونروا)، ثم عرض فرانسيسكو كاردونا خبير الخدمة المدنية في الاتحاد الأوروبي، مدير برنامج سيجما السابق في الإدارة العامة، ورقة حول اتجاهات تطوير الخدمة المدنية في الاتحاد الأوروبي والبلدان المجاورة. وتناول بايبا بيترسون، قائد فريق مشروع المساعدة الفنية لدعم إصلاح الخدمة المدنية في الضفة الغربية وقطاع غزة الممول من الاتحاد الأوروبي الاتجاهات الحديثة في الإدارة العامة: نوعية الخدمات العامة ومشروع إصلاح الخدمة المدنية من الاتحاد الأوروبي في فلسطين، وتحت عنوان :”معالم في إصلاح الخدمة المدنية في بلدان الشرق الأوسط”، تحدث أنتوني بيتمان الخبير المختص لمشروع المساعدة الفنية لدعم إصلاح الخدمة المدنية في الضفة الغربية وقطاع غزة الممول من الاتحاد الأوروبي. كما شارك في المؤتمر الفلسطيني، من الجانب البحريني إضافة إلى الدكتور رائد شمس، مستشار أول في معهد الإدارة العامة “بيبا” ومسؤول الاستشارات والبحوث بالمعهد د. سفيان صحراوي.
يذكر أن أوجه صور التعاون بين الجانبين البحريني والفلسطيني في مجال الإدارة العامة والخدمة المدنية، قد ظهرت جليّة في ترأس الوزير موسى أبو زيد الجلسة الرئيسية في المؤتمر الإقليمي 'الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لبحوث الإدارة العامة' المعروف باسم 'مينابار' الذي استضافته مملكة البحرين مؤخراً، وجاءت الجلسة بعنوان ' بناء أجندة البحوث لمنطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا' وشارك فيها 4 من الخبراء العالميين في هذا المجال. وكانت مجموعة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لبحوث الإدارة العامة “مينابار” قد اختارت مملكة البحرين لتكون مقراً دائماً لها وذلك عقب اتخاذ المجموعة قراراً بتشكيل مجلس إدارتها برئاسة مملكة البحرين، كما تشارك دولة فلسطين في عضوية المجلس ممثلة في الديوان العام للموظفين.