أعلن المدير العام لمعهد الإدارة العامة الدكتور رائد محمد بن شمس عن تأسيس مجموعة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لبحوث الإدارة العامة (مينابار) ، وذلك في جلسة افتتاح مؤتمر “مينابار ” الذي تستضيفه المنامة على مدار يومين 23-24 أبريل الجاري، حيث أن هذه الخطوة جاءت بعد نجاح المؤتمر الدولي التاسع والعشرين لمعاهد التنمية والعلوم الإدارية الذي نظمه معهد الإدارة العامة بمملكة البحرين العام الماضي ، بالشراكة مع كل من المعهد الدولي للعلوم الإدارية (IIAS) والجمعية العالمية لمدارس ومعاهد الإدارة العامة (IASIA).
وأكد د. رائد أن مبادرة “مينابار” أتت لتجمع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحت مظلة بحثية واحدة، “…لمواجهة أبرز التحديات والمتغيرات المؤثرة في عمليات التنمية المستدامة وصناعة القرارات الإدارية، بناءً على دراسات منهجية علمية نابعة من ممارسي الإدارة العامة في مختلف القطاعات، تتوافق مع تطلعات المنطقة والمتعلقة بالارتقاء بالإدارة العامة كونها عصب الازدهار والتنمية البشرية”، وأشاد د. رائد بمبادرة ” مينابار” كآلية من آليات العمل لربط المجموعات البحثية مع بعضها البعض لتجاوز الصعوبات والعقبات الموجودة على طريق البحث العلمي، مشيراً إلى أن الصعوبات ليست فقط في وفرة البيانات أو فتح الأبواب للبحث العلمي بل تتمثل أيضاً في مجال استيعاب أهمية البحث العلمي في التطوير ودمج مسألة البحث العلمي في نمط عملنا وتفكيرنا اليومي، سواء على مستوى العمل الحكومي أو القطاع الخاص.
وأضاف د. رائد أن تبني مملكة البحرين لهذا المؤتمر الإقليمي الهام، يأتي انطلاقًا من المشروع الإصلاحي في مملكة البحرين الذي دشنه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى ، إذ أن المشروع الإصلاحي يؤكد على أهمية الإدارة العامة ودورها في رقي وتطور كافة القطاعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في المملكة، لاسيما وأننا اليوم نسعى جاهدين إلى الاستفادة المطلقة من كافة البرامج والخطط التي تقدمها مدارس ومعاهد الإدارة العامة في بلدان العالم كافة .
وكشف د. رائد عن أن وقوف مملكة البحرين وراء مبادرة “مينابار” يأتي استجابةً لما تتطلبه المرحلة القادمة من مضاعفة الجهود الدولية الرامية إلى الارتقاء بالعمل الحكومي والسياسات العامة، ودعماً لما حققته المملكة من تطور إقليمي في مجال السياسات الإدارية والإجراءات العملية بصورة تضمن التطبيق الصحيح الخاضع لمستوى جيد من المراقبة والمحاسبة وتعزيز الكفاءة الإدارية في مؤسسات القطاع العام، مشيراً إلى أنه رغم الصعوبات والتحديات التي تواجهنا في هذا المجال ، إلا أن الدعم لا متناهي من داخل وخارج البحرين .. من جميع الشرائح والمجموعات البحثية في منطقة الشرق الأوسط، ناهيك عن الجهود والمساندات الدولية من المعهد الدولي للعلوم الإدارية IIAS وكذا من الأمم المتحدة UN متمثلة في برنامجها الإنمائي UNDP.
وأوضح د. رائد أن مملكة البحرين أثبتت وجودها على الخارطة الدولية للإدارة العامة بفضل مواكبتها للتطورات والعلوم المتقدمة والتجارب والخبرات التي توصلت إليها الدول المشاركة في المؤتمر خاصة في مجال العلوم الإدارية، وأضاف :” …كل ذلك يأتي إيماناً من المسؤولين في البحرين بما لعلم الإدارة العامة من مردود وتأثير إيجابي على نمو وارتقاء الجهاز الإداري في مملكتنا الغالية”.
كما ألقى بيتر غرومان رئيس برنامج الأم المتحدة الإنمائي بمملكة البحرين كلمة عبر فيها عن تقديره لمبادرة مينابار التي أتت ثمرة شراكة بين معهد الإدارة العامة ومكتب الأمم المتحدة الإنمائي حيث يسعى المكتب لتنمية الشراكة بين الطرفين حسب الخطط الاستراتيجية التي تحقق الأهداف المرجوة، وفي السياق ذاته أشاد روليه رولتان المدير العام للمعهد الدولي للعلوم الإدارية (IIAS) والجمعية العالمية لمدارس ومعاهد الإدارة العامة (IASIA) بالدور الرئيسي الذي تبناه معهد الإدارة العامة لإنشاء منظمة مينابار لتكون نواة بحوث الإدارة العامة في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
على صعيد آخر، تحدث غيرت بوخارت رئيس المعهد الدولي للعلوم الإدارية (IIAS) عن أهمية غرس ثقافة البحوث في المجتمعات للوقوف على مكامن المشكلات وبناء الاستراتيجيات على أساسها، مشددًا على أهمية البحث العلمي الممنهج المدعم بالأدلة والبراهين، لذلك أتى مينابار كتأسيس مهم في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتأكيد على أهمية البحث العلمي لتطوير الممارسات في المجتمع العربي.
وكشف الدكتور سفيان صحراوي رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر عن أن أعمال المؤتمر ستتواصل على مدار اليوم الثاني بجلسة عامة حول Networking for Public Administration Research in the Region تليها 6 جلسات متوازية حول المالية العامة، الحكومة الإلكترونية، تعليم الإدارة العامة في المنطقة العربية، بحوث الإدارة العامة، الحكم العام، إدارة الأداء.
وفي الختام، تم تكريم الجهات الداعمة للمؤتمر كمجلس التنمية الاقتصادية، شركة الخليج للبتروكيماويات، طيران الخليج، ميناتيليكوم، ليالينا وجريدتي الوطن والبلاد.