أناب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، معالي الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء نائب رئيس مجلس الخدمة المدنية، لحضور حفل تخريج الفوج الأول من برنامج ماجستير الإدارة العامة الذي أقامه معهد الإدارة العامة (بيبا) بالشراكة مع جامعة إكس مرسيليا والمدرسة الوطنية للإدارة الفرنسيتين، وصندوق العمل (تمكين) وجامعة البحرين.
وقال معاليه: “إن ما يؤكد عليه دوماً حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه ورعاه، من أن المواطن البحريني في قلب مسيرة التنمية الشاملة هو ما يوجه جميع الخطط والبرامج. ولربط أهداف التنمية ببرامج التعليم والتدريب أهمية كبرى تتمثل في رفد الجهود في هذا المجال”.
وأكد معاليه أن تدشين ماجستير الإدارة العامة في 2016 والاحتفاء اليوم بتخريج فوجه الأول يجسد البداية الحقيقية للمخرجات القيِّمة لهذا البرنامج، بما يعكس حرص واهتمام الحكومة، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر رئيس مجلس الخدمة المدنية، ومساندة صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، بالاستثمار الأمثل في رأس المال البشري، وتنمية الكوادر الوطنية وتأهيلها وفق أفضل الممارسات العالمية، لاسيما في تخصص الإدارة العامة الذي بدت أهميته تتضح مع تطور وتنامي حجم وطبيعة ودور العمل الحكومي إلى جانب تعدد أجهزته ونوعية خدماته المقدمة.
وبهذه المناسبة، أعرب معالي الشيخ خالد بن عبد الله عن شكره وتقديره إلى صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء على تفضل سموه برعاية حفل تخريج 22 موظفاً من القطاعين العام والخاص يمثلون الفوج الأول من برنامج الماجستير الذي يطرحه معهد الإدارة العامة.
وأوضح معاليه أن الارتقاء بالعمل الحكومي بشتى الطرق والوسائل المتاحة المدروسة والمنظمة في إطار استراتيجي واضح، ومن بينها تشجيع موظفي القطاع العام على الإقبال على البحث العلمي من خلال البرامج الأكاديمية والمهنية، سيكون له بالغ الأثر في تطوير مجمل منظومة الإدارة العامة على نحو يؤهل الدارسين ليكونوا قيادات حكومية قادرة على صنع القرارات وبناء السياسات في المستقبل.
وأضاف معاليه قائلاً: “إن جميع الجهود التي يشرف عليها ويراقب مستويات أدائها وتنفيذها مجلس الخدمة المدنية، بما في ذلك ماجستير الإدارة العامة، تصب جميعها في رفع نسب الإنجاز في برنامج عمل الحكومي 2015 – 2018 الذي أفرد محوراً كاملاً يُعنى بتعزيز فاعلية وكفاءة الأداء الحكومي عبر سلسلة سياسات ومبادرات منها تحسين الإنتاجية وتعزيز حوكمة القطاع العام، وتبسيط إجراءات تقديم الخدمات، وتحسين التخطيط الاستراتيجي وتطوير السياسات الحكومية، وتطوير آليات قياس ومتابعة الأداء”.
وحيَّا معالي الشيخ خالد بن عبد الله خريجي الفوج الأول من برنامج ماجستير الإدارة العامة على ما أظهروه من اجتهاد ومثابرة وعمل جاد، حاثاً إياهم كذلك على ترجمة مخرجات دراساتهم العلمية في تطوير بيئات جهات عملهم والإسهام في ترسيخ عناصر الاستدامة في أدائهم.
كما ثمَّن معاليه جهود مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية لمعهد الإدارة العامة (بيبا) الذي يعد بحق بيت خبرة وطنياً بما يقدمه من برامج تطويرية وتدريبية، منوهاً بالجهد الهادف لجعل هذا البرنامج واقعاً ملموساً بتخريج كفاءات نوعية من موظفي القطاعين العام والخاص بفضل الشراكات الاستراتيجية التي أقامها المعهد مع الجامعات والمدارس الفرنسية والمؤسسات المحلية، الأمر الذي ساهم في بناء هذا البرنامج على أساس قوي أكاديمياً وإدارياً ومالياً، فضلاً عن استقطابه لأفضل الخبرات الدولية المتخصصة في مجال الإدارة العامة.
ويعد الماجستير في الإدارة العامة برنامجاً مهنياً أكاديمياً يوفر للمشاركين فيه الفرصة للحصول على مؤهل عالٍ واحترافي بما يتماشى مع نظام العمل. ويتميّز بتصميمه حسب الاحتياجات التدريبية للقطاع العام، كما روعيَ فيه تحديد مستوى الكفاءات والمهارات المطلوبة لتطوير الأداء الحكومي.
وخلال الحفل، ألقى سعادة الدكتور رائد محمد بن شمس، مدير عام معهد الإدارة العامة، كلمة أشاد فيها بالدعم الكبير والمتابعة الحثيثة التي حظي بها برنامج ماجستير الإدارة العامة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، مؤكداً أن متابعة سموه لسير العمل الحكومي ورؤيته في تطوير الأداء الحكومي كانت الدافع الأول لمعهد الإدارة العامة لتدشين هذا البرنامج الأكاديمي المتميّز.
وأوضح بن شمس أن البرنامج يأتي إيماناً من المعهد بأهمية البحث العلمي في تطوير منظومة الإدارة العامة في المنطقة، للوصول إلى أعلى مستويات الجودة في تقديم الخدمات الحكومية المواكبة للتطلعات التنموية، وذلك في إطار ما يمثله من أهمية أكاديمية وعلمية رفيعة تلبي تحقيق الاحتياجات التدريبية للقطاعين العام والخاص، وتحقق تطلعات المواطنين لأداء حكومي متميّز.
وتعتبر المدرسة الوطنية للإدارة إحدى مدارس القطاع العام الفرنسية والمرموقة على الصعيد العالمي، ويعتبر نموذجها التعليمي العلمي المميز مرجعية دولية لتدريب موظفي الخدمة المدنية في جميع أنحاء العالم.
ومن جانبه، أعرب السيد باتريك غيرارد، مدير المدرسة الوطنية للإدارة العامة في فرنسا، في كلمة له خلال الحفل عن فخره واعتزازه بمنح المدرسة الوطنية للإدارة في فرنسا الشهادات الاحترافية للخريجين من البرنامج، مؤكداً تطلعاته لتوثيق الشراكة التي تجمع المدرسة مع معهد الإدارة العامة في تقديم العديد من البرامج في المستقبل القريب.
كما ألقى الخريج علي بشارة، الموظف بديوان الخدمة المدنية، كلمة الخريجين أشار فيها إلى ما يمثله هذا البرنامج من أهمية في تطوير قدرات المشاركين فيه وبناء شخصيتهم القيادية في الإدارة العامة وفق أفضل المعايير الدولية، لتحقيق تطلعات الجهات والمؤسسات التي ينتسب إليها الخريجون.
وتضمن الحفل تقديم عدد من الخريجين لإيجاز حول مشاريع تخرجهم، تلا ذلك تفضل معالي الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة بتخريج المشاركين في هذا البرنامج.