وقّع معهد الإدارة العامة “بيبا” اتفاقية شراكة لتنفيذ برنامج الماجستير في الإدارة العامة مع المدرسة الوطنية للإدارة بجمهورية فرنسا، مكملاً بذلك خطوة أساسية نحو استكمال الشراكة الثلاثية في المشروع بين المعهد وشريكين أحدهما محلي والآخر دولي، وهو المشروع الذي يعتبر خطوة استراتيجية للبدء في طرح مزيدٍ من البرامج التطويرية التي تساهم في خلق كوادر إدارية متميزة في سبيل تحقيق الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030، ووقع ممثلاً عن المعهد سعادة الدكتور رائد محمد بن شمس مدير عام “بيبا”، ومن الجانب الفرنسي وقع مدير الأبحاث بالمدرسة الوطنية للإدارة فبريس لاريت، كما حضر مراسم التوقيع سعادة السيد كريستيان تيستو السفير الفرنسي في مملكة البحرين والدكتورة جواهر المضحكي الرئيس التنفيذي لهيئة ضمان جودة التعليم والتدريب بالمملكة، إضافة إلى عدد من رؤساء الجامعات المحلية وكبار موظفي ومستشاري “بيبا”.
ونوه مدير عام المعهد د. رائد محمد بن شمس إلى أهمية الاستفادة القصوى من البرنامج بناءً على حاجة المنطقة لهذه النوعية من الدراسات القائمة على التعاون المشترك بين الممارسين والأكاديميين، مؤكداً أهمية إشراك أصحاب الخبرة الأكاديمية في تصميم وبناء وإضفاء الطابع المحلي على البرنامج، وكشف عن أن الشريك المحلي لابد وأن يكون مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي المرخص لها من قبل مجلس التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم في البحرين وحاصلًا على درجات تقييم عالية من هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب في البحرين أو هيئات ضمان الجودة ذات الصلة.
وقال بن شمس إن برنامج الماجستير في الإدارة العامة يهدف إلى تطوير كادر جديد من موظفي الخدمة المدنية مجهز بالمعرفة الحديثة وتقنيات إدارة القطاع العام في السياق السياسي والاجتماعي للعمل الحكومي بهدف تحسين نوعية الخدمة العامة، وكذا إلى مد الجهاز الحكومي وموظفي الخدمة المدنية بمهارات ومعارف في مجالات مثل: صنع السياسة العامة، إدارة القطاع العام، إدارة التخطيط والتغيير الاستراتيجي، موازنة الدولة والمالية العامة، الشراكات بين القطاعين العام الخاص وإدارة العقود، إدارة الموارد البشرية في القطاع الحكومي، الاقتصاد والسياسة والمجتمع في منطقة الخليج، القيادة ، الأخلاقيات، والقيم في الخدمة العامة، ناهيك عن جذب الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من جميع أنحاء المنطقة العربية.
وكشف بن شمس عن أن انبثاق فكرة مثل هذا البرنامج الأكاديمي من معهد الإدارة العامة قد جاءت أيضاً لتلبية الاحتياجات الفعلية لسوق العمل حيث يعتبر المعهد ملماً بجوانب القصور وأنواع التطوير الذي يحتاجه العاملون بالقطاع العام.
وأشار بن شمس إلى أنه لما كان الهدف الأساس من إنشاء معهد الإدارة العامة (بيبا ) هو توفير تدريب ذي قيمة مضافة لموظفي الخدمة المدنية، ولأن حكومة المملكة تطمح لتقديم خدمات ذات جودة عالية، ولأن جودة تقديم الخدمة يعتمد على نوعية الأشخاص الذين يقدمون تلك الخدمات، فإن المسألة الحاسمة في تحسين الخدمات الحكومية هو التأكد من أن موظفي القطاع العام لديهم القدرات والمهارات اللازمة لتقديم خدمة فعّالة، وأضاف :” …ومن هذا المنطلق جاء استحداث برنامج الماجستير في الإدارة العامة (بيبا) من خلال الشراكة مع المؤسسات الأكاديمية المحلية والدولية لتحقيق كل هذه الأهداف والاستراتيجيات الرئيسية السابق الإشارة إليها، لا سيما لجهة تطوير الأجيال الحالية والمستقبلية من قيادات وموظفي الخدمة المدنية لتمكين المملكة من الوصول للمستوى العالمي في أداء القطاع العام”.
وأعرب السفير الفرنسي في مملكة البحرين عن سعادته بوجود مترشحين فرنسيين ضمن الترشيحات التي تقدم في الخطط الهادفة للتطوير والارتقاء، مؤكداً أن حقل التعليم والتدريب مهم جدًا، وأوضح أن المدرسة الوطنية “الحكومية” للإدارة لعبت دوراً محورياً ومهماً وبارزاً في مجال تطوير وتقدم التعليم الفرنسي.
وكان “بيبا” قد وضع شروطاً لتحديد شريك دولي للعمل معه في تطوير دراسة الجدوى للبرنامج، واشترط المعهد في الشريك الدولي أن يكون ممتلكاً لمراكز بحثية نشطة وفعّالة ولديه إمكانيات أكاديمية ويتمتع بخبرة معتبرة في مجال بحوث ودراسات الإدارة العامة، وأن يضع جدولَ أعمالٍ للبحوث والدراسات في هذا المجال تكون نابعة من الظروف الخاصة بالمملكة والمنطقة، وهو ما وجده المعهد في الشريك الفرنسي.
يذكر أن المدرسة الوطنية للإدارة بفرنسا أنشئت العام 1945 على يد الجنرال ديغول، ومن أهم أهدافها الوصول إلى أعلى مستويات الكفاءة لدى موظفي القطاع العام الفرنسي من خلال توفير دورات متخصصة في التدريب المهني لكبار موظفي الخدمة المدنية الفرنسيين.