كشف سعادة الدكتور رائد بن شمس المدير العام لمعهد الإدارة العامة “بيبا” عن تفاصيل البرنامج الوطني لإعداد وتطوير القيادات الحكومية بمستوياته الأربع (النخبة، قيادات، كوادر، تكوين)، مبينًا بأن الهدف الاستراتيجي للبرنامج يتمثل في إعداد قياديي المستقبل لحكومة مملكة البحرين، وذلك من خلال اكسابهم القدرات والمهارات اللازمة الممهدة لتأهيلهم للقيام بمهام عملهم بشكل مستقل وتفويضهم لمن هم معهم من المسؤولين والموظفين حسب لوائح ديوان الخدمة المدنية، موضحًا أن هذه البرامج تركز على تعريف المشاركين بأهم التحديات التي تواجه القيادات الحكومية وكيفية التعامل معها، وإتاحة الفرصة للتعرف على متطلبات العمل كمسؤول حكومي بأسلوب منهجي منظم بما يساعدهم على القيام بدورهم القيادي بكل كفاءة وتؤهلهم لتحمل المسؤولية المنوطة بهم.
وأكد سعادة الدكتور أن برامج “بيبا” القيادية مبنية في تصميمها على النموذج البحريني في القيادة القائم على خمسة أبعاد رئيسة للقائد الإداري والتي تهدف في مجملها إلى خدمة المواطن البحريني؛ وهذه الأدوار تشمل تطوير النفس وتحديد الرؤية وقيادة المؤسسة، وتطوير الأفراد وتنمية قدراتهم، وضبط عمل المؤسسة وتطويرها، والعناية بالعملاء والشركاء، وأخيرًا الانجاز وتحقيق النتائج.
وأوضح سعادته أن برامج المعهد التدريبية تستند في تصميمها على ميثاق العمل الوطني ودستور مملكة البحرين 2002م، والرؤية الاقتصادية 2030م إلى جانب برنامج عمل الحكومة، إذ من منطلقاتها تنطلق المبادرات المتميزة في مختلف التخصصات لخدمة المواطنين، وعلى أسسها يتم تحديد الإطار العام الشامل لجميع أعمالهم والقيم الواجب اكسابها لموظفي القطاع العام.
وبين بن شمس أن الركائز السابقة ضابطة للمبادرات التي يقودها المسؤولون وأصحاب القرار من خلال صلاحياتهم الممنوحة من قبل ديوان الخدمة المدنية في ظل التوصيفات الوظيفية لكل موظف في القطاع العام، كما أن هذه المحددات هي التي تُسهم في إعداد الصف الثاني من القيادات لكل مستوى من المستويات الوظيفية وفي جميع التخصصات، إذ يُسهم هذا الإعداد في تأهيل مسؤولين قادرين على تحمل المسؤولية.
وحول أساليب التدريب ذكر بن شمس أن برامج المعهد القيادية أضافت آلياتٍ جديدة بتضمنها اختباراتٍ لتحديد الأنماط الشخصية (الاختبارات السيكومترية)، وجلساتٍ للإرشاد الشخصي والتوجيه (Coaching)، إضافة إلى الزيارات المؤسسية لمواقع العمل في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، فضلاً عن أنها تستمد قوتها من شبكة التواصل التي تُنشئ بين المتدربين في مختلف الوزارات وتستمر حتى بعد الانتهاء من البرنامج بما يخدم تطوير وتسهيل اجراءات العمل بين الإدارات الحكومية لاحقًا، إضافة إلى استمرار الإشراف على المتدربين بعد الانتهاء من البرنامج عن طريق خطة عمل الـ100 يوم التي تبين مدى اكتساب المشارك لمهارات وسلوكيات ومعارف جديدة ودرجة تطبيقه لها في بيئة عمله، وذلك من خلال إشراك المسؤولين المباشرين لهم لمتابعة تطورهم.
وأشار بن شمس أن أول مستويات البرنامج الوطني لإعداد وتطوير القيادات الحكومية هو برنامج القيادة العليا (النخبة) ويستهدف الوكلاء والوكلاء المساعدين ومن في حكمهم في القطاع العام – وهذا البرنامج في طور إعادة البناء بعد تنفيذه لأول مرة في 2008 تحت مسمى برنامج القيادة التنفيذية (ELP) بالتعاون مع المدرسة الوطنية البريطانية (NSG)، والمستوى الثاني يرتكز على برنامج التهيئة للقيادات الحكومية (قيادات) ويستهدف فئة المديرين والمديرين الجدد الذين صدر قرار حكومي بتعيينهم وهو معتمد من معهد القيادة والإدارة البريطاني (ILM)، أما المستوى الثالث فهو برنامج إعداد القيادات الحكومية الجديدة (كوادر) ويستهدف رؤساء الأقسام ورؤساء المجموعات المتميزين وقد صمم بدايةً بالشراكة مع جامعة أكسفورد، وأخيرًا برنامج إعداد القيادات الناشئة (تكوين) في المستوى الرابع وهو في طور التصميم، ويستهدف الاخصائيين والاخصائيين الأوائل والمشرفين ومن في حكمهم في القطاع الحكومي الذين يُرجى تأهيلهم لتبوء مناصب قيادية أعلى في المستقبل.
وأشار بن شمس إلى أن المعهد – رغم شح موارده البشرية والمالية – إلا أنه قام حتى الآن بتخريج 185 متدربًا في برنامج التهيئة للقيادات الحكومية (قيادات) منذ انطلاق البرنامج في 2010م؛ ممن صدر فيهم قرار من مجلس الوزراء بتعيينهم مديرين في القطاع العام، وقام أيضًا بتخريج حوالي 49 متدرباً في برنامج إعداد القيادات الحكومية الجديدة (كوادر)؛ وقد تم ترقية 16 من المشاركين في برامج المعهد القيادية إلى مناصب عليا، وسيقوم المعهد بطرح برنامج تكوين ضمن خطته التدريبية لعام 2015 فيما لا يزال برنامج (النخبة) في طور الإعداد ومن المؤمل طرحه قريبًا.