صرّح مدير عام معهد الإدارة العامة (بيبا) د. رائد محمد بن شمس بأن مملكة البحرين على موعد لاستضافة أكبر تجمع دولي للإدارة العامة يقام مرة كل 3 سنوات، حيث كشف بن شمس عن آخر الاستعدادات الجارية لإقامة المؤتمر الدولي (29) للإدارة العامة خلال الفترة من 1-6 يونيو 2013. وقال بن شمس “إن معهد الإدارة العامة نجح بتفوق في كسب التأييد الدولي للحصول على موافقة مجتمع الإدارة العامة الدولي لإقامة المؤتمر في نسخته الـ (29) على أرض مملكة البحرين”.
وأضاف بن شمس أن 76 دولة ساندت مملكة البحرين في استضافتها لهذا المؤتمر الدولي الذي سيناقش محوره الرئيسي (مستقبل الإدارة: القيادة والمهنية) إلى جانب محاور فرعية تتمثل في المخاطر والاستراتيجيات المستقبلية، والقيادة في المستقبل، وخلق خدمات مبتكرة للمستقبل. وأكد بن شمس على أن الفائدة ستكون كبيرة على مملكة البحرين والمنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط من جراء هذه الاستضافة للمؤتمر.
وأشار بن شمس أنه ولأول مرة في تاريخ هذا المؤتمر تم اعتماد اللغة العربية كلغة رسمية ثالثة في المؤتمر إلى جانب اللغتين الإنجليزية والفرنسية، إلى جانب أن المؤتمر سيقوم بتطوير أجندة محلية للإدارة العامة من خلال طرح التجارب والخبرات المحلية كتسليط الضوء على دور المرأة في الإدارة العامة، حيث أكد بن شمس أن هذه الأجندة تطرح لأول مرة حيث لم تسع الدول المضيفة السابقة لطرح تجاربهم على طاولة أعمال المؤتمر.
وقال بن شمس أن مملكة البحرين ستساهم في أوراق العمل المقدمة في المؤتمرحيث سيشارك ممارسو الإدارة العامة والباحثون والأكاديميون من مملكة البحرين بتقديم وعرض 49 ورقة عمل تدور حول محاور متنوعة تُعنى بمستقبل الإدارة العامة، وبما يعادل 78% من الأوراق المشاركة من منطقة الشرق الأوسط التي بلغت 75 ورقة عمل.
وأشار بن شمس إلى أن التحدي الأكبر لإقامة هذا المؤتمر الدولي سيتمثل في تكوين منظومة عمل ديناميكية تربط بين العقول الموجودة في الوطن العربي، بهدف خلق نتاج فكري يخدم العمل الحكومي، من ثم اثبات وجود هذه المنظمة وربط نتاجها بالعمل، مشيراً إلى أنه سيتم العمل على إنشاء أول تجمع إلكتروني يخص الإدارة العامة LinkedIn .
كيف كانت البداية لاستضافة مملكة البحرين لهذا المؤتمر الدولي؟
أولاً يجب أن نعلم أن كل من المعهد الدولي للعلوم الإدارية IIAS والجمعية العالمية لمدراس ومعاهد الإدارة العامة IASIAيشكلان أكبر منظمتين مختصتين بشؤون العلوم الإدارية على مستوى العالم، وهما الجهتان اللتان تنظمان المؤتمر الدولي (29) للإدارة العامة الذي نجحت مملكة البحرين في استضافته هذا العام خلال الفترة من 1 ولغاية 6 يونيو 2013. وهو مؤتمر يقام كل 3 سنوات في إحدى الدول التي يتم التصويت على حق استضافتها للمؤتمر من قبل أغلبية الدول الأعضاء في كلا المنظمتين. وفيما يتعلق باستضافة المملكة لهذا المؤتمر الدولي، فقد تحققت بعد فوز معهد الإدارة العامة في حصوله على موافقة 170 مؤسسة رسمية تمثل 76 دولة، وذلك من ضمن 400 عضو من أعضاء الجمعية الدولية لمدراس ومعاهد الإدارة العامة، وقد نافست مملكة البحرين على حق الاستضافة لهذا العام خمس دول من بينها جنوب أفريقيا والأرجنتين والهند. إن استضافتنا لهذا المؤتمر يأتي من إيمان معهد الإدارة العامة بأهمية إبراز البحوث ومخزون الباحثين والانجازات الإدارية الوطنية التي نمتلكها في مملكة البحرين وباقي الدول العربية، والذي يعكس خصوصية النموذج العربي والإسلامي بسماته في مجال الإدارة العامة. وهذا المؤتمر سيتمحوّر حول (مستقبل الإدارة: القيادة والمهنية) وسيتناول محاور فرعية تتضمن المخاطر والاستراتيجيات المستقبلية، والقيادة في المستقبل، وخلق خدمات مبتكرة للمستقبل.
ماذا تسعوّن إلى تحقيقه في معهد الإدارة العامة من خلال عقد هذا المؤتمر الدولي، وما الفائدة التي ستعود على مملكة البحرين؟
الفائدة كبيرة، وستعود على مملكة البحرين والمنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، فنحن في معهد الإدارة العامة عاقدون العزم على خلق شبكة من العلاقات لبناء أجندة بحوث تخدم العمل في القطاع الحكومي، ولا يخفى على الجميع فإن التطور لابد أن يُبنى على علم صحيح، ونحن نملك تجارب كثيرة وهي غنّية بالنجاحات كما أنها قد تحتوي على اخفاقات ولكننا قد نتعلم من هذه الاخفاقات أكثر من النجاحات. وهذا المؤتمر سيسهم في تلاقح الأفكار لخلق نتاج معرفي مبني على قواعد علمية صحيحة، سينعكس على أرض الواقع وسيكون له كقاعدة متينة لبناء منظومة متطوّرة ومتقدمة من العمل في مجال الإدارة العامة. أيضاً نحن نمتلك الخبرات، ولك أن تعلم أن العلم والمعرفة موجودة في كل مكان في العالم غربه وشرقه، شماله وجنوبه، ولكن ما يميّز هذه الخبرات تنوعها وفرادة خصائصها التي لا يمكن لأي طرف أن يمتلكها بسبب اختلاف تجاربنا وتنوّع تركيبتنا وتاريخنا وتفكيرنا. ومن خلال هذا المؤتمر أيضاً سنستقطب الكفاءات لنقل الخبرات والمعارف مع الاحتفاظ بجوهر المحتوى، وهو ما سيساعدنا في خلق منظومة عربية للبحث العلمي بشكل عام وللإدارة العامة بشكل خاص.
ما الجديد الذي ستقدمونه في معهد الإدارة العامة لهذا المؤتمر الدولي؟
معهد الإدارة العامة نجح حتى الآن في إضافة نقلتين لفعاليات هذا المؤتمر الدولي، الأولى تتمثل في تطوير أجندة محلية للإدارة العامة من خلال طرح تجاربنا وخبراتنا كتسليط الضوء على دور المرأة في الإدارة العامة، وهذه الأجندة تطرح لأول مرة حيث لم تسعى الدول المضيفة السابقة لطرح تجاربهم على طاولة أعمال المؤتمر. والنقلة الثانية تتمثل في استقطاب الخبراء والأكاديميين والباحثين والمهتمين بالإدارة العامة على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، لاسيما في ظل اعتماد اللغة العربية لأول مرة كلغة ثالثة في تقديم أوراق العمل إلى جانب اللغتين الإنجليزية والفرنسية. فضلاً على أن الجلسات الجانبية على هامش المؤتمر ستكون فرصةً لبناء شبكات تعارف عالميةNetworking إلى جانب الفعاليات الاجتماعية الأخرى والتي ستساهم في توثيق العلاقات بين المشاركين.
هل شارك المعهد في فعاليات سابقة للمعاهد الدولية للعلوم الإدارية؟
شاركنا مؤخرًا في اجتماعات المعهد الدولي للعلوم الإدارية الذي عقده المعهد الدولي للعلوم الإدارية IIAS والجمعية العالمية لمدارس ومعاهد الإدارة العامة IASIA في العاصمة البلجيكية بروكسل خلال شهر مارس من هذا العام، وتم خلال الاجتماع ضم معهد الإدارة العامة لعضوية المنظمتين الدوليتين؛ حيث تُعنى المنظمة الأولى بمراجعة ومتابعة تحقيق الجمعية العالمية لمدارس ومعاهد الإدارة العامة IASIA لرسالتها، وتُعنى المنظمة الثانية بمراجعة الهيكلية المؤسسية للجمعية بما في ذلك عضوية مجلس إدارتها ومجموعات العمل فيها. ويعكس انضمام المعهد إلى هذه اللجان العالمية المكانة الدولية العالمية التي تحتلها مملكة البحرين في دعم مثل هذه المنظمات الدولية الفاعلة، وسيقوم معهد الإدارة العامة بالتقدم للحصول على عضوية في اللجنة التنفيذية للمعهد الدولي ليترشح بعد ذلك في العام 2016 لمنصب نائب الرئيس.
هل بالإمكان معرفة ما تم انجازه حتى هذه اللحظة في شأن استضافة المؤتمر الدولي؟
العمل في المعهد يسير على قدم وساق، والاجتماعات لا تتوقف، فقد أعلنت اللجنة العلمية بالمعهد الدولي للعلوم الإدارية IIAS والجمعية العالمية لمدراس ومعاهد الإدارة العامة IASIA في بروكسل عن قبول 276 ورقة عمل من أصل 322 ورقة عمل قُدمت لتناقش محور المؤتمر الدولي الـ29 للإدارة العامة حول (مستقبل الإدارة العامة: المهنية والقيادة)، وبلغ عدد الملخصات لأوراق العمل المقدَّمة من منطقة الشرق الأوسط وحدها 75 ملخصاً منها 60 ملخصاً من مملكة البحرين، مما يدل على الوعي والاهتمام المتزايدين من قبل المنطقة عامةً ومن البحرين خاصةً. وسيشارك ممارسو الإدارة العامة والباحثون والأكاديميون من مملكة البحرين بتقديم وعرض 49 ورقة عمل تدور حول محاور متنوعة تُعنى بمستقبل الإدارة العامة، وبما يعادل 78% من الأوراق المشاركة من منطقة الشرق الأوسط، وهو مؤشر واضح على الدور الريادي الذي يقوم به معهد الإدارة العامة -على المستوى الاقليمي- في نشر ثقافة الإدارة العامة وإبراز مدى أهمية العلوم الإدارية في تحسين الأداء الحكومي والتميّز في توفير الخدمات المرجوّة من المواطنين. أما المحاور الفرعية للمؤتمر فستشمل المخاطر والاستراتيجيات المستقبلية، والقيادة في المستقبل وتقديم الخدمات المبتكرة في المستقبل، بالإضافة إلى تسع مجموعات عمل ستناقش مواضيع حيوية منها إدارة الطاقة وبرامج التعليم والتدريب والإدارة المالية وغيرها، إذ تهدف هذه المحاور إلى التركيز على الجوانب المستقبلية للإدارة العامة لمواجهة التحديات في القطاع الحكومي بهدف الحد منها أو إيقافها بالاعتماد على مخرجات المؤتمر من توصيات واقتراحات، وسيشارك في وضعها الخبراء والباحثون.
هل لا يزال باب الاشتراك في المؤتمر مفتوحاً حتى الآن؟
نعم بكل تأكيد فإن باب التسجيل لا يزال مفتوحاً حتى الآن للمشاركة في هذا المؤتمر الدولي الـ29 للإدارة العامة، والذي تستضيفه مملكة البحرين في الفترة من 1 ولغاية 6 يونيو المقبل في قاعة المؤتمرات بفندق الخليج، وبالإمكان الاشتراك في المؤتمر عبر الموقع الالكتروني لمعهد الإدارة العامة على العنوان www.bipa.gov.bh .
أخيراً ما التحدي الذي ستواجهونه أثناء استضافة المؤتمر؟
بمشيئة الله سنتغلب على كافة التحديات، وسيكون التحدي الأكبر هو النجاح في تكوين منظومة عمل ديناميكية تربط بين العقول الموجودة في الوطن العربي، بهدف خلق نتاج فكري يخدم العمل الحكومي، من ثم اثبات وجود هذه المنظمة وربط نتاجها بالعمل، لأن القيمة المضافة التي ستقدمها هذا المنظومة ستكون دافع للاعتماد عليها، فالتكنولوجيا الحديثة أعطت المجال لتخطي الحدود مما يسمح بالارتباط والاندماج السريع في مجال الإدارة العامة. ومن هذا المنطلق سيتم العمل على إنشاء أول تجمع إلكتروني يخص الإدارة العامة LinkedIn ، وهذه دعوة للمشاركة فيه والاستفادة منه في الوقت نفسه، حيث سيفسح المجال للتواصل مع أصحاب عقول الإدارة العامة المخضرمة في الوطن العربي.