نجحت مملكة البحرين متمثلةً في معهد الإدارة العامة “بيبا” مؤخراً في تنظيم أحد أكبر المؤتمرات الدولية التي استضافتها العاصمة العمانية مسقط خلال الفترة 24-27 أكتوبر الماضي، وهو مؤتمر الحوار العربي الأوروبي حول الإدارة العامة (يورومينا)، بمشاركة 300 يمثلون 17 دولة من الوطن العربي ومن القارتين الأوروبية والأمريكية، وبلغت أوراق العمل التي قدمت في المؤتمر ما مجموعه 84 ورقة عمل محكمة علميًا، وقد كان لمملكة البحرين نصيب الأسد من بين هذه التجارب والأوراق العلمية بواقع 25 ورقة.
وشاركت مملكة البحرين في أعمال مؤتمر الحوار العربي الأوروبي للإدارة العامة (يورومينا) من خلال وفد رسمي ترأسه سعادة السيد زايد بن راشد الزياني وزير الصناعة والتجارة والسياحة بمشاركة كل من ديوان الخدمة المدنية ومعهد الإدارة العامة (بيبا).
ولم يعد غريباً على مملكة البحرين أن تنجح في تنظيم مثل هذه المؤتمرات الدولية المتخصصة في مجال الإدارة العامة، فالبحرين تحتضن وتترأس شبكة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لبحوث الإدارة العامة “مينابار”، الشبكة التي تم تأسيسها في عام 2014م من قبل معهد الإدارة العامة بمملكة البحرين (بيبا)، والتي اتخذت من البحرين مقرًا لها، ويترأسها مدير عام معهد الإدارة العامة (بيبا) الدكتور رائد محمد بن شمس.
وقد عقدت الشبكة منذ تأسيسها مجموعة من الشراكات والتحالفات الاستراتيجية التي ساهمت في جعلها مرجعًا لبحوث الإدارة العامة بالمنطقة، إذ نظمت الشبكة عددًا من المؤتمرات في مختلف الدول العربية بدأت من البحرين (2014م)، تونس (2015م)، لتتوسع بعدها في عملية تشبيك واسعة مع المجموعة الأوروبية للإدارة العامة (EGPA) لتعيد إحياء الحوار العربي الأوربي حول الإدارة العامة (يورومينا) في سلطنة عمان هذا العام، بالتعاون مع معهد الإدارة العامة العماني (IPA)، وجامعة إكس مرسيليا (AMU)، والمدرسة الوطنية للإدارة العامة بفرنسا (ENA).
وتناول مؤتمر حوار (يورومينا) موضوعاً رئيساً تمثل في تحديث الموارد البشرية وأداء المؤسسات العامة، وذلك من خلال أربع مواضيع فرعية تمثلت في القضايا التدريبية، والرؤية الاستراتيجية للموارد البشرية، والموارد البشرية وأدوات إدارة الفريق، وأخيرًا أداء المؤسسات الحكومية.
وتميّز المؤتمر بإقامة ورشة عمل لأفضل الممارسات في الإدارة العامة العربية، شاركت بها 7 دول عربية ودارت مشاركات مملكة البحرين حول أفضل الممارسات الحكومية في المجالات التالية: مسح الرمال (جهاز المساحة والتسجيل العقاري)، تمويل المرأة من ذوي الدخل المحدود (تمكين)، مشروع تكافل (بنك البحرين المصرفي)، إدارة الحوكمة (جهاز المساحة والتسجيل العقاري)، وتجارب بحرينية مبتكرة (مجلس الوزراء).
وخرج المؤتمر بمجموعة مبتكرة من التوصيات التي تؤكد مدى الحاجة الماسة لتطوير الإدارة العامة في المنطقة العربية، وتناول التوصيات كل من التحول من الإدارة التقليدية للموارد البشرية إلى الأنماط الحديثة للموارد البشرية كإدارة الكفاءات وإدارة الرأس المال البشري وإدارة فرق العمل، وتطوير وتنفيذ برامج تدريبية لموظفي القطاع العام للتعامل مع البرامج الوطني للتنمية، وتدريب موظفي القطاع العام لمواجهة التحديات الدولية، وأخيراً تحويل موظفي القطاع العام إلى مديرين قادرين على تطوير نماذج القيادة والثقة.
وخلال فعاليات المؤتمر تم التوقيع على 3 اتفاقيات تعاون في مختلف المجالات مع كل من ديوان الخدمة المدنية العماني، وديوان الموظفين العام بدولة فلسطين، ومنظمة المدن والجماعات المحلية المتحدة بإفريقيا، كما أبدت عدد من الدول المشاركة في المؤتمر رغبتها في الاستفادة القصوى من التجارب الإدارية لمملكة البحرين، وأكدت حاجتها إلى تبادل الخبرات وأفضل الممارسات والتجارب مع مملكة البحرين في مجال الإدارة العامة، وقد استطاعات شبكة (مينابار) أن تخصص 50% من إيرادات المؤتمرات المنعقدة تحت مظلتها لإنفاقها على برامج وخطط الشبكة.
وأسدل الستار في هذا العام على تبني دولة فلسطين لاستضافة المؤتمر الرابع لشبكة (مينابار) في يوليو 2017م، كما تم الاتفاق على استضافة مملكة اسبانيا لمؤتمر (مينابار) المشترك مع المجموعة الأوربية EGPA في العام 2018، ليمثل هذا التحالف حوارًا عربيًا أوروبيًا دائمًا يتم عقده كل سنتين تحت مسمى حوار يورومينا، فضلاً عن إنشاء جائزة لأصحاب الممارسات المتميزة والمبدعة في الوطن العربي سيتم الإعلان عن تفاصيلها لاحقًا.