أناب صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر معالي الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء لافتتاح المؤتمر الدولي (29) للإدارة العامة تحت شعار “مستقبل الإدارة العامة: المهنية والقيادة”، الذي تستضيفه مملكة البحرين خلال الفترة 1-6 يونيو 2013 بتنظيم معهد الإدارة العامة (بيبا) وبالشراكة مع كل من المعهد الدولي للعلوم الإدارية (IIAS) والجمعية العالمية لمدراس ومعاهد الإدارة العامة (IASIA)، في مركز الخليج للمؤتمرات، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين وكبار الشخصيات، إلى جانب رؤساء وأعضاء مدارس ومعاهد الإدارة العامة من مختلف أنحاء العالم.
وقد ألقى معالي الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة كلمة نقل فيها تحيات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وتمنياته للمؤتمر بالنجاح والتوفيق، وهنأ رئيس وأعضاء المعهد الدولي للعلوم الإدارية والجمعية العالمية لمدارس ومعاهد الإدارة العامة بمناسبة انتخاب مجالس إدارتهما الجديدة. وقال معاليه أن حكومة البحرين تدعم برامج التدريب والأبحاث والاستشارات في مجال الإدارة العامة، بما يعزز من كفاءة الأجهزة الحكومية التنفيذية ومخرجاتها، ويواكب التطورات الإقليمية والدولية. وأضاف معاليه أن توجيهات القيادة الرشيدة قد ساهمت في الإرتقاء بكافة مجالات الإدارة العامة في مملكة البحرين، وأن توجيهات جلالة الملك المفدى كانت حافزاً لتطوير الإدارة العامة في الحكومة، وأن رئيس الوزراء الموقر قد أولى اهتماماً خاصاً لرفع قدرات العنصر البشري وكفاءة منتسبي القطاع العام، وأن متابعة ولي العهد الأمين كفيلة بقطف ثمار الخطط والبرامج المعنية بتطوير الإدارة العامة.
ومن جانبه رحّب د. رائد محمد بن شمس مدير عام معهد الإدارة العامة (بيبا) في كلمته بجميع المشاركين في المؤتمر وقال أن معهد الإدارة العامة منذ بدء عمله الفعلي في عام 2009 قد سعى إلى تطوير الإدارة العامة والتدريب في وزارات ومؤسسات مملكة البحرين، وأنه ساهم في إعداد وتدريب القياديين والمتخصصين وجميع منتسبيهم وفقاً لمتطلبات برامج التدريب والتطوير والأبحاث والعمل الاستشاري، على نحو يكفل الارتقاء بمستوى الإدارة العامة، ويدعم خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مملكة البحرين. وأكد بن شمس أن هذه الجهود جاءت بفضل الدعم اللامحدود الذي يتلقاه المعهد من جلالة الملك المفدى، وبفضل مؤازرة الحكومة الرشيدة بقيادة رئيس الوزراء الموقر، وبفضل المتابعة الحثيثة من ولي العهد الأمين النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء. وأشار بن شمس أن معهد الإدارة العامة يبذل قصارى جهده لتقديم أفضل برامج التدريب ليحقق رؤيته الاستراتيجية من خلال رسالته المتمثلة في “دعم التغيير المستدام من خلال التدريب والتعلم والتطوير للقطاع العام”، وأضاف بن شمس أن من أحدث مبادرات المعهد التي تتماشى مع هذه الاستراتيجية مبادرة دعم البحث العلمي في مجال الإدارة العامة، وهي مبادرة ندعو من خلالها كافة المؤسسات الحكومية والأكاديمية والأفراد والطلبة المعنيين بالإدارة العامة في مملكة البحرين إلى المشاركة فيها.
وأشار بن شمس أن معهد الإدارة العامة خلال الخمس سنوات الماضية قام بتقديم حوالي 1250 دورة اشتملت على ما يناهز 17 ألف ساعة تدريب استفاد منها أكثر من 11600 متدرباً ومتدربةً من كافة المؤسسات الرسمية في مملكة البحرين، وأن الأثر المستفاد من هذه الباقة نراه واقعاً على كثير من المؤسسات والإدارات الحكومية، لكن يبقى طموح القيادة وأسرة المعهد أكبر بكثير. وقال بن شمس أن استضافة مملكة البحرين لهذا المؤتمر يأتي استجابةً لما تتطلبه المرحلة القادمة من مضاعفة الجهود الدولية الرامية إلى الارتقاء بالعمل الحكومي والسياسات العامة، مشيراً أن مملكة البحرين قد أثبتت وجودها على الخارطة الدولية للإدارة العامة بفضل مواكبتها للتطورات والعلوم المتقدمة.
كما ألقى د. بان سوك كيم رئيس المعهد الدولي للإدارة العامة كلمة أكد فيها على الاستفادة الكبيرة للمشاركين في هذا المؤتمر، مشيراً أن البحرين أصبحت بفضل هذا المؤتمر بوابة للعلوم الإدارية في منطقة الشرق الأوسط، وتحدث رئيس المعهد الدولي عن أهمية الإدارة العامة في صنع معالم السياسات الحكومية المتميزة التي تهدف إلى نماء وتطور المجتمعات الإنسانية، وأشار إلى أن العالم في حاجة ماسة إلى قادة مستقبليين على علم تام بالأساسيات والمهارات المتقدمة لعلم الإدارة العامة، وأنهم بدون هذه المهارات لا يستطيعون صنع مستقبل مزدهر لأجيالهم والأجيال القادمة. كما شكر رئيس المعهد الدولي حكومة مملكة البحرين على حسن الضيافة والاستقبال وتنظيم هذا المؤتمر.
كما ألقى د. ميشيل فيريس رئيس الجمعية العالمية لمدارس ومعاهد الإدارة العامة كلمة تحدث فيها عن أهملية الإدارة العامة في الوقت الذي تعاني فيه العديد من الدول في العالم من أزمات سياسية وصراعات وحروب، وقال إن نجاح هذه الدول في الخروج من مشاكلها يتطلب وجود قادة على دراية تامة بعلوم الإدارة العامة وممارسين ناجحين لها. وقال رئيس الجمعية العالمية أن جمعيته IASIA قد نجحت في إثراء علم الإدارة العامة، عبر تزويد أعضائها ومتابعينها بكافة الخبرات والتجارب التي تخدم عملهم في الإدارة العامة، مؤكداً أن هذا المؤتمر هو إضافة نوعية لمنطقة الشرق الأوسط.
وفي ختام حفل الافتتاح تم تقديم هدية تذكارية لمعالي الشيخ خال بن عبد الله آل خليفة، كما تم تكريم الرعاة والداعمين للمؤتمر وهم معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة، والسيدة سميرة بن رجب وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، إلى جانب تكريم كل من شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات ومجلس التنمية الاقتصادية وBMI وبناغاز وصحيفة أخبار الخليج وصحيفة الوطن وشركة مينا تلكوم.
هذا وقد شهد اليوم الثالث من أيام المؤتمر عقد جلسات وورش عمل تم مناقشة المحاور الفرعية للمؤتمر المتمثلة في المخاطر والاستراتيجيات المستقبلية، والقيادة في المستقبل، وخلق خدمات مبتكرة. ومن المقرر أن تقام غداً الثلاثاء رابع أيام المؤتمر عدد من الجلسات وورش العمل التي ستسلط الضوء على باقي محاور المؤتمر.